شباب جراجوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جولة مع القلب

اذهب الى الأسفل

جولة مع القلب Empty جولة مع القلب

مُساهمة  ALORABY الإثنين نوفمبر 30, 2009 12:20 pm

جولة مع القلب
مضغة جليلة القدر عظيمة الشأن، جديرة بأن يوغل العبد في التعرف عليها، والعلم بأحوالها وصفاتها، كيف لا وعلى صلاحها مدار سعادته، وعلى عطبها تكون شقاوته، تلك المضغة هي القلب، ذلك الذي حار فيه الفلاسفة، وتضاربت بشأنه تعريفات الجهابذة، حتى جاء الإسلام ليشفي العليل، ويقدم للعالمين بيانًا شافيًا عن القلب وصفاته وأحواله.
فتواترت حوله الأخبار، من كتاب العزيز الغفار، وسنة النبي المختار، فكانت كبحر رائق حٌق لنا أن نمخر فيه، ونستخرج ما فيه من درر وجواهر، يسطع بريقها على بصيرتنا، فنبصر ما دق ولطف حول ذلك القلب:
ملك مطاع:
هو الملك والجوارح جنود، هو يأمر وهي تلبي وتسارع في تنفيذ أمره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب) [متفق عليه، رواه البخاري، (52)، ومسلم، (4178)].
يحلق ابن رجب حول هذا الحديث بقوله: (فيه إشارة إلى أن صلاح حركات العبد بجوارحه، واجتنابه للمحرمات واتقاءه للشبهات بحسب صلاح حركة قلبه.
فإن كان قلبه سليمًا، ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله، وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه، صلحت حركات الجوارح كلها، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات كلها، وتوقي للشبهات حذرًا من الوقوع في المحرمات.
وإن كان القلب فاسدًا، قد استولى عليه اتباع هواه، وطلب ما يحبه، ولو كرهه الله، فسدت حركات الجوارح كلها، وانبعثت إلى كل المعاصي والمشتبهات بحسب اتباع هوى القلب.
ولهذا يقال: القلب ملك الأعضاء، وبقية الأعضاء جنوده، وهم مع هذا جنود طائعون له، منبعثون في طاعته، وتنفيذ أوامره، لا يخالفونه في شيء من ذلك، فإن كان الملك صالحًا كانت هذه الجنود صالحة، وإن كان فاسدًا كانت جنوده بهذه المثابة فاسدة) [جامع العلوم والحكم، ابن رجب، ص(84)].
اسمه من وصفه:
قال أبو موسى رضي الله عنه: (إنما سمي القلب لتقلبه، وإنما مثل القلب مثل ريشة بفلاة من الأرض) [حلية الأولياء، أبونعيم، (1/139)]، ومن قبله أتانا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لسرعة تقلبه فقالSadلقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليًا) [رواه أحمد في المسند، (24545)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، (5147)].

ومـا سمي القـلب إلا مـن تقلبه والرأي يصرف بالإنسان أطوارًا
فقد يتقلب القلب بين الإيمان والكفر، أو بين الهدى والضلال، أو بين الحب والبغض، أو بين الرضا والسخط، يتقلب في الخواطر والإرادات، والواردات والنيات، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)[رواه الترمذي، (3936)، وصححه الألباني، صحيح سنن الترمذي، (3587)].
ومن عجائب ما يروى في تحول القلب ما ذكره ابن الجوزي: (أن رجلًا اجتاز بباب امرأة نصرانية فرآها فهويها من وقته، وزاد الأمر به حتى غلب على عقله فحمل إلى المارستان، وكان له صديق يتردد إليه ويترسل بينه وبينها، ثم زاد الأمر به فقالت أمه لصديقة إني أجيء إليه ولا يكلمني، فقال: تعالي معي، فأتت معه فقال له: إن صاحبتك قد بعثت إليك برسالة، فقال: كيف؟ فقال: هذه أمك تؤدي رسالتها، فجعلت أمه تحدثه عنها بشيء من الكذب.
ثم إنه زاد الأمر عليه ونزل به الموت فقال لصديقه: قد جاء الأجل وحان الوقت وما لقيت صاحبتي في الدنيا وأنا أريد أن ألقاها في الآخرة، فقال له: كيف تصنع؟ قال أرجع عن دين محمد وأقول عيسى ومريم والصليب الأعظم، فقال ذلك ومات.
فمضى صديقه إلى تلك المرأة فوجدها مريضة، فدخل عليها وجعل يحدثها فقالت أنا ما لقيت صاحبي في الدنيا وأريد أن ألقاه في الآخرة، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وأنا بريئة من دين النصرانية، فقام أبوها فقال للرجل خذوها الآن فإنها منكم؛ فقام الرجل ليخرج، فقالت له: قف ساعة فوقف فماتت) [ذم الهوى، ابن الجوزي، 1/459)]، فسبحان مقلب القلوب.
محل الهدى والضلال:
ونجد في كتاب الله تعالى قوله: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 192-194]، قال الشوكاني رحمه الله: (ومعنى {على قَلْبِكَ}: أنه تلاه على قلبه، ووجه تخصيص القلب، لأنه أول مدرك من الحواس الباطنة) [فتح القدير، الشوكاني، ص(375)].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم مقررًا تلك الحقيقة: (التقوى ها هنا) ويشير إلى صدره ثلاث مرات [رواه مسلم، (6706)].
كما أنه محل الضلالة والزيغ، كما قال تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 93]، قال ابن كثير: (والمذكور هاهنا: أنهم أشربوا في قلوبهم حب العجل، يعني: في حال عبادتهم له) [تفسير ابن كثير، (1/330)].
لذلك أراد المولى تعالى أن يكون قلب محمد صلى الله عليه وسلم أطهر قلب لإنسان، ليس للشر فيه من نصيب، فوقعت حادثة شق الصدر المعروفة، فجاءه جبريل صبيًا، كما في الحديث: (فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه ...) قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره) [رواه مسلم، (162)].
ولما كان القلب محل الهدى والضلال والقبول والإعراض، كان بالضرورة محل الفهم والإدراك، قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ} [الأعراف: 179].
تتفاضل به الأعمال:
فقد يعمل الرجلان عملًا واحدًا وبين الجزاءين بون شاسع، وذلك بحسب ما في القلب من إيمان وإخلاص، ويذكرنا ذلك أول ما يذكرنا بحديث المرأة البَغِيِّ التي سقت كلبًا، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بَغِي من بغايا بني إسرائيل؛ فنزعت موقها فسقته فغفر لها به) [متفق عليه، رواه البخاري، (3280)، ومسلم، (2245)].
وما أروع ما علق به شيخ الإسلام ابن تيمية على ذلك الحديث، إذ قال رحمه الله: (فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها، وإلا فليس كل بغى سقت كلبًا يغفر لها، وكذلك هذا الذي نحى غصن الشوك عن الطريق، فعله إذ ذاك بإيمان خالص وإخلاص قائم بقلبه، فغفر له بذلك فإن الأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص، وإن الرجلين ليكون مقامهما في الصف واحدًا وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض) [منهاج السنة النبوية، ابن تيمية، (6/222)].
يخشع ويلين ويطمئن:
ذاك قلب المؤمن، قد جعل الله تعالى من أوصافه الخشوع، حيث يخشع قلب المؤمن من ذكر الله وما نزل من الحق، وأما من غير ذلك فما هي إلا رقة كرقة النساء، لكنه لا يصير خاشعًا إلا من ذكر الله، ولقد ذكر الله تلك الصفة في معرض العتاب للمؤمنين: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16].
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: (ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه} إلا أربع سنين) [تفسير ابن كثير، (8/19)].
وهو كذلك يلين لذكر الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23].
قال ابن عاشور: (فاقشعرار الجلود كناية عن وجل القلوب الذي تلزمه قشعريرة في الجلد غالبًا) [التحرير والتنوير، ابن عاشور، (12/326)].
وإنه ليطمئن أيضًا، واطمئنانه بذكر المولى تبارك وتعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
وهكذا كانت قلوب المؤمنين الصادقين مع ربهم تعالى وكتابه الحكيم، خشعت قلوبهم ولانت واطمأنت بذكر الله، فهطلت عيونهم خشية ورجاء ومحبة لله، فدخلوا جنة الدنيا قبل الآخرة، فهانت عليهم مصائبهم وآلامهم، واستصغروا محنهم، فها هو ابن القيم يحدث عن شيخه ابن تيمية: (وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري؛ إن رحت فهي معي لا تفارقني.
إن حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة، وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القاعة ذهبًا ما عدل عندي شكر هذه النعمة، أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا.
وكان يقول في سجوده وهو محبوس اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله، وقال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه، ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [الحديد:13].
وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشًا منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشًا وأشرحهم صدرًا وأقواهم قلبًا وأسرهم نفسًا، تلوح نضرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها) [الوابل الصيب، ابن القيم، (1/ 67)].
كالحجارة أو أشد قسوة:
ذاك قلب المعرض عن سبيل الرحمن، هكذا وصفه الله، {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74]، قلب ميت ليس به مادة حياة، عديم النفع والجدوى، قد لا يرقى حتى لمستوى التشبيه بالحجارة، لذا قال الجليل سبحانه: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}[البقرة: 74].
تميته الذنوب:

رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
فمادة حياته الطاعة، وإنما يقطع شريان الحياة عنه تلك الذنوب، فما يزال العبد بالذنب بعد الذنب حتى يغلفه الران، وهو طبقة تحيطه من جراء الذنوب، وذلك قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14].
ثم يختم على ذلك القلب، فأني له بأن ينفذ إليه نور الإيمان بدفئه، فحينئذ يصير قلبًا ميتًا، لا يخشع، لا يتأثر بذنب يقترفه صاحبه في حق مولاه، لذلك لما (قيل لسعيد بن المسيب أن عبد الملك قال قد صرت لا أفرح بالحسنة أعملها ولا أحزن على السيئة أرتكبها فقال سعيد: الآن تكامل موت قلبه) [تاريخ دمشق، ابن عساكر، (37/153)].
يسلم فيسلم:
{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89]، فإن سلم القلب في طريقه إلى الله، سلم يوم القيامة من العذاب، وإذا أردت أن تتعرف على ماهية القلب السليم فاستمع إلى ابن القيم إذ يقول: (وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم، والأمر الجامع لذلك: أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره.
فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسوله فسلم في محبة الله مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال، والتباعد من سخطه بكل طريق وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده قالقلب السليم: هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما بل قد خلصت عبوديته لله تعالى: إرادة ومحبة وتوكلًا وإنابة وإخباتًا وخشية ورجاء وخلص عمله لله؛ فإن أحب أحب في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله) [إغاثة اللهفان، ابن القيم، (1/Cool].
الحديث عن القلب لا ينتهي، وكيف ينتهي وهو عماد سعادة العبد في الدارين؟ لكن هذه الإشارات تهدف إلى فتح الأبواب لبداية التعرف على القلب وصفاته وأحواله وحياته ومماته، جعل الله قلبي وقلوبكم من تلك القلوب السليمة التي نلقى الله بها وهو عنا راض، واستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
*****************************************************************
الحسن محمد العرابي
مراقب حجر صحي ومفتش أغذية بمواني البحرالاحمر
*****************************************************************
ALORABY
ALORABY

المساهمات : 454
تاريخ التسجيل : 30/10/2009
العمر : 37
الموقع : hassanaloraby@yahoo.com

http://hassanaloraby@yahoo.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى